لا تخافوا فالنهايةُ مأساتُُ تسبق الفجـر

تتناقل وسائل الانباء بين فترةِِ واُخرى أنـباء عن بيع الكنائس في اوربا وامريكا لعدم ورود مصلين إلى هذهِ الكنائس أو لعدم وجود قساوسة للقيام بمهام الكهنوت فيها, ومن بين الاخبار التي تُحزِن وتُبكي أن تحول بعض هذه الكنائس إلى بارات لبيع المشروبات الكحولية أو إلى نوادي ليلية خلاعـية للرقص والعربدة أو في احسن الإحتمالات إلى مكاتب للعمل.

 

لقد إنطفـأت شعلة الإيمان في الغرب واصابها البرود, وراح من كانوا مُـؤمنيـن يتراكضون إلى دور اللهـو والبـارات والمراقص, راحوا يلهثون وراء جمع المال, راحوا يلهثونَ وراء المتع الجنسية , راحوا يتباهـون بعدم الإيمان وإنكـار وجود اللـه, راحوا إلى كُـلِ مكان إلا إلى دور العبادة أو إلى أي مكان يُسـمى فيه إسم أللـه, راحوا يلهثون وراء الباطل وتركوا طريق الحق والخلاص , نعم راحوا وراء شياطينهـم وتركوا الخالق وحيداََ فـاتحـاََ يديه مُرحِـبـاََ ومن دونِ أن يكون هناك من مستجيب.

 

نعم كُلمـا سمِعتُ خبر بيع كنيسة أتذكَرُ جُملةََ إعتراضيـة ليس لهـا محل من الإعراب قالهـا السيد المسيح وهو يتكلم عن قاضي الظلم ( في لوقا الفصل 18 ) الذي أنصفَ ألأرملة أللحوحـة لا لعـدالـتِـهِ وإنمـا لأنها كانت تُزعـِجَـهُ  ثُـم ينتقِـلُ المسيح إنتقالاََ إعتراضـيـاََ ويقول " وَلكِنْ، عِنْدَمَا يَعُودُ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَيَجِدُ إِيمَاناً عَلَى الأَرْضِ؟ "

 

لقد ذهبتُ قبلَ عدة أيام باحثـاََ عن كـنيسة لجاليـتـنا لنقيم شعائر الصلاة فيها في مدينة دنهـاخ , وقد أرانـا أحد الاخوة الهولنديين المسوول عن بعض الكنائس الكاثوليكية في المدينـة كـنيسـتين صغيرتين وعندما لاحظ إنـنـا نبحـثُ عن كنيسـة أكبر وكـأنهُ تداركَ الموقف راح مسرعـاََ بـالقول قبل أن نـودعَـهُ وقال سـآخذكُم إلى كنيسة أكبر وذهـبَ بِـنـا إلى كـاتدرئـية في وسطِ المديـنة تسع لاكثر من الف مُصـلي وفيهـا قاعة خاصـة تَسَـعُ لحوالي مئـة شخص لشرب القهوة والشاي , وفي ساحتها مكان خاص لوقوف سيارات المصلين , وقال لا تدفعوا شيئـاََ إلا مصاريف التدفئـة شِـتاءََ , وعـندها أثار فضولي أن يُعطينـا هكـذا كنيسـة بـالمجـان على غير العادة الاوربية التي لا تعترفُ إلا بـالمادةِ أولا والدين والله ثـانيـةََ , فـإتضح بـان هدفَـهُ هـو أن تبقى هذهِ الكنيسـة العملاقـة مفـتوحـة حيثُ لا يوجد مصليـن كافين من الهولنـديين فيهـا.

 

يـاللأسـف يـا يسـوع فـأنـت تَـنَـبـأتَ وصَـدَقْـتَ وجملتـكِ ألإعتراضـية التي لم يكن لها محلُُ للإعـراب في مثَـلْ القـاضِ الظالم أصبحـت اليوم حقيقـة تُـحزِنـنـا وتُبكيـنـا كما تُحزِنَـكَ وتُـبـكيـكَ أنـت فلا حيـاة لمـن تُنـادي اليوم في أوربـا والغربِ كُـلَـهُ , وعندمـا تدخُـلَ اليوم أيةِ كـنيسة في بلاد الغرب لا ترى إلا روؤسـاََ علاهـا الشيبُ والشعر الأبيض وكـأنهـا ثقـول هـا نَـحْـنُ لسـنـا إلا الحصـاد ألأخيـر, أَوَلَـسْـتَ قادمـاََ عما قريـب فعـنـدهـا لا لا لن  تجِـدَ إيمـانـاََ على ارضِ الفـنـاءِ هذهِ , فـأنـتَ سَـبَقـتَ وتـنَـبـأت.

 

  وإلى هـنـا نلاحظ إِنَّ النبؤة سائرةُُ بنا إِلى النهاية المبكيـةََ والمخيفة , فنحنُ سائرون إلى وقت النهاية , الى وقتِ غضبِ أللهِ والفناءِ المَقضي وظهور المسيح الكذاب , نبي هذا الزمان ومعهُ كل الاضطهاداتِ والمآسي التي يجلبها على العالمِ عامةََ وعلى المؤمنين بالمسيح إبنِ الله بصورة خاصة , سائرون نحو الدمار الشامل لكل القيم والاخلاق والإيمان ومقبلونَ إلى حروبِ ومآسي النهاية , إلى حكم الكذابِ , إلى حكمِ الغشِ والخداعِ , إلى أيامِِ حالِكَـةِ السوادِ مُرةِِ ومخيفـة , ولكن أيها الإخوة , أيُهـا القطيع الصغير المتبقي لا تخافوا فالنهاية مخيفة ومرعبة ولكنها مأسـاتُُ تسبِقُ الفجر , فإن لم تأتي الماساتُ لن يأتي الخالقُ ولا ملكوتُ ألله وحكم المسيح الابدي ليُعيد السلام والامن إلى بني البشر وليهِـبَهُم فجـرُ الخلاص الأبديِ.

 

  وهنا نستسمِحُ المسيح ونقول " نجنا يارب ولا تُدخلنا في التجربةِ , لا تدعِ إبليس أن يُخيرنـا بين الحياةِ معـكَ أو الموتِ الابدي المُحلى بـالأفـراح والليالي الملاح معهُ إِلى حينِ " ونقول "  يبـدوا إِنَّ موعِـدَ قـدومِـكَ قَـدْ إِقـترب ونرجوا أن يشـملـنـا عطفكَ وأن تُـمكِـنـنـا أن نقِـفَ أمـامَ بهـائِـكَ رافـعـيـن ألأيـادي مُرحـبـيـنَ بِـك وبـقدومِـك مِـلءُ حـنـاجِـرنـا هِــتـافـاََ " أوشـعـنـا في ألأعـالي أوشَـعـنـا لإبـن داؤد أوشَـعـنـا لـمـقْـدَمِ ألإلـهِ الموعـود" .  آمـيـن تعـال أيُـهـا الربُ يسـوع.

 

 ولتـكن نعـمـة المسيح معكُـم أجمعـيـنْ

 

 

نـوري كـريـم داؤد

14 / 09 / 2005 



"إرجع إلى ألمجلـة"